/م41
البند السابع والثامن والتاسع من هذه الأوامر يبينه قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) .
البند الأخير يأمر بالصلاة جماعة ،غير أن «الركوع » هو الذي ذكر دون غيره من أجزاء الصلاة ،ولعل ذلك يعود إلى أنّ صلاة اليهود كانت خالية من الركوع ،تماماً ،بينما احتل الركوع مكان الرّكن الأساسي في صلاة المسلمين .
ومن الملفت للنظر أنّ الآية لم تقل «أدّوا الصلاة » ،بل قالت: ( أقيموا الصَّلاَةَ ) ،وهذا الحث يحمّل الفرد مسؤولية خلق المجتمع المصلي ،ومسؤولية جذب الآخرين نحو الصلاة .
بعض المفسرين قال إن تعبير «أَقيمُوا » إشارة إلى إقامة الصلاة كاملة ،وعدم الاكتفاء بالاذكار والاوراد ،وأهم أركان كمال الصلاة حضور القلب والفكر لدى الله سبحانه ،وتأثير الصلاة على المحتوى الداخلي للإنسان{[121]} .
هذه الأوامر الأخيرة تتضمن في الحقيقة: أولا بيان إرتباط الفرد بخالقه ( الصلاة ) ،ثمّ إرتباطه بالمخلوق ( الزكاة ) ،وبعد ذلك إرتباط المجموعة البشرية مع بعضها على طريق الله !.
/خ43