{وأقيموا الصلاة وأوتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} .
التفسير:
بعد أن دعا بني إسرائيل إلى الإيمان أمرهم بصالح العمل على الوجه المقبول عند الله ،فطلب منهم إقامة الصلاة لتطهير نفوسهم ،كما طلب إيتاء الزكاة لما فيها من التكافل والتعاون بين الأغنياء والفقراء ،ثم دعاهم إلى الركوع مع الراكعين ،أي أن يدخلوا في جماعة الإسلام مع المسلمين ويصلوا صلاتهم .
( وعبروا عن الصلاة بالركوع ليبعدهم عن الصلاة التي كانوا يصلونها قبلا إذ لا ركوع فيها ) ( 117 ) .
قال ابن جرير: هذا أمر من اللهجل ثناؤهلمن ذكر من أحبار بني إسرائيل ومنافقيها بالإنابة والتوبة إليه ،وبإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والدخول مع المسلمين في الإسلام ،والخضوع له بالطاعة ،ونهى منه لهم عن كتمان ما قد علموه من نبوة محمدصلى الله عليه وسلمبعد تظاهر حججه عليهم وبعد الاعتذار لهم والإنذار ،وبعد تذكيره نعمه إليهم وإلى أسلافهم تعطفا منه بذلك عليهم ،وإبلاغه إليهم في المعذرة ( 118 ) .
وقد قيل في قوله واركعوا مع الراكعين حث على إقامة الصلاة في جماعة لما فيها من تآلف القلوب وتظاهر النفوس في المناجاة .
/خ43