بعد ذكر نوعين من تذرّعات المخالفين ،يتطرّق القرآن إلى ذكر أربعة أنواع أُخرى منها ،فيقول: ( بل قالوا أضغاث أحلام ){[2484]} وهم يعتقدون أنّها حقيقة .
وقد يغيّرون كلامهم هذا أحياناً فيقولون: ( بل افتراه ) ونسبه إلى الله .
ويقولون أحياناً: ( بل هو شاعر ) ،وهذه الآيات مجموعة من خيالاته الشعرية .
وفي المرحلة الرّابعة يقولون: إنّا نتجاوز عن كلّ ذلك فإذا كان مرسلا من الله حقّاً ( فليأتنا بآية كما أُرسل الأوّلون ) .
إنّ التحقيق في هذه الإدّعاءات المتضادّة المتناقضة في حقّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )سيوضّح أنّها بنفسها دليل على أنّهم لم يكونوا طلاّب حقّ ،بل كان هدفهم خلق الأعذار ،وإخراج خصمهم من الحلبة بأيّة قيمة وثمن ،وبأي صورة كانت .
فهم يعتبرونه ساحراً تارةً ،وأُخرى شاعراً ،وثالثة مفترياً ،وأُخرى إنساناً يختلط الأمر عليه ويهجروالعياذ باللهفهو يحسب مناماته المضطربة وحياً !ويقولون حيناً: لماذا أنت بشر ؟ويتذرّعون أحياناً بطلب معجزة جديدة مع كلّ تلك المعاجز .
إذا لم يكن لدينا دليل على بطلان كلامهم إلاّ هذا الاضطراب والتمزّق ،فإنّه كاف لوحده ،ولكنّنا سنرى في الآيات التالية أنّ القرآن سيجيبهم جواباً حاسماً من طرق أُخرى أيضاً .
/خ5