وفي آخر الآياتموضع البحثاستثناء لحكم الحجاب ،حيث استثنت النساء العجائز والمسنّات من هذا الحكم ،فقال: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ) .
ولهذا الاستثناء شرطان:
أولهما: وصول هذه العجائز إلى عمر لا يتوقع أن يتزوجن فيه ،أو بعبارة أُخرى: أن يفقدن كلّ جاذبية أُنثوية .
وثانيهما: ألا يتزيَّن بزينة بعد رفع حجابهنّ ،ويتّضح بذلك أنّه لا ضير في رفع الحجاب بعد إجراء هذين الشرطين .ولهذا استثناهنّ الإسلام من حكم الحجاب .
كما أنّمن الواضحأنّه لا يقصد برفع العجائز للحجاب اباحة خلع الملابس كلها والتعريّ ،بل خلع اللباس الفوقاني فقط .وكما عبّرت عنه بعض الأحاديث بالجلباب والخمار .
وجاء في حديث عن الإمام الصادق( عليه السلام ) في شرح هذه الآية: «الخمار والجلباب » ،قلت: بين يدي من كان ؟قال: «بين يدي من كان غير متبرجة بزينة »{[2796]} .
كما وردت أحاديث أُخرى عن أهل البيت( عليهم السلام ) بهذا المضمون أو ما يقاربه{[2797]} .
وتضيف الآية في ختامها ( وإن يستعففن خير لهن ) .
فالإسلام يرغب في أن تكون المرأة أكثر عفّة وأنقى وأطهر .ولتحذير النساء اللواتي يسئن الاستفادة من هذه الحرية ،ويتحدثن أو يتصرفن بأُسلوب لا يليق بشرفهنّ ،تقول الآية محذرة إيّاهن: ( والله سميع عليم ) كلّما تقولونه يسمعه الله ،وما تكتمون في قلوبكم أو في أذهانكم يعلمه الله أيضاً .
/خ60