وقوله تعالى:
{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء} أي اللاتي قعدن عن الحيض والولد ،لكبرهن{ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا} أي لا يطمعن فيه ،لرغبة الأنفس عنهن{ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} أي الظاهرة مما لا يكشف العورة ،لدى الأجانب .أي يتركن التحفظ في التستر بها .فلا يلقين عليهن جلابيبهن ولا يحتجبن{ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} أي مظهرات لزينة خفية .يعني الحلي في مواضعه المذكورة في قوله تعالى{[5862]}:{ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} أو المعنى غير قاصدات بالوضع ،التبرج .ولكن التخفف إذا احتجبن إليه{ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ} أي من وضع تلك الثياب{ خَيْرٌ لَّهُنَّ} لأنه أبلغ في الحياء وأبعد من التهمة والمظنة .ولذا يلزمهن ،عند المظنة ،ألا يضعن ذلك .كما يلزم مثله في الشابة{ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أي فيسمع مقالهن مع الأجانب ،ويعلم مقاصدهن من الاختلاط ووضع الثياب .وفيه من الترهيب ما لا يخفى .