/م196
ثمّ إِنّ الله سبحانه بعد أن بيّن مصير الكفار في الآية السابقة ،بيّن هنافي الآية التي تلت تلك الآيةمصير المؤمنين ،إِذ قال: ( لكن الذين اتقوا ربّهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) أي إِن الذين اتبعوا موازين الحق والعدل في الوصول إِلى المكاسب المادية ،أو أنّهم بسبب إِيمانهم تعرضوا للحصار الإِقتصادي والإِجتماعي ولكنهم مع ذلك بقوا ملتزمين بالتقوى ،فإِنّه تعالى سيعوضهم عن كل ذلك بجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ( نزلاً من عند الله وما عند الله خير للأبرار ) .
و«النّزل » في اللغة هو ما يعدّ للضيف من الكرامة والبر ،وقال البعض: أنّه أول ما يقدم إِلى الضّيف النازل من شراب أو فاكهة .
وعلى هذا يكون معنى الآية أن الجنات المذكورة مع كل ما فيها من المواهب المادية هي أوّل ما يقدَّم يوم القيامة إِلى المؤمنين المتقين ،وأمّا الضيافة المهمّة والعليا فهي النعم والمواهب المعنوية التي عبر عنها سبحانه بقوله: ( وما عند الله خير للأبرار ) .