/م5
التّفسير
علامات أخرى للمنافقين:
تأتي هذه الآيات لتكمّل توضيح علامات المنافقين التي بدأتها الآيات التي سبقتها ،يقول تعالى: ( إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدّون وهم مستكبرون ) .
لقد وصل بهم الكبر والغرور مبلغاً حرمهم من استثمار الفرص والاستغفار والتوبة والعودة إلى طريق الحقّ والصواب .وكان «عبد الله بن اُبي » هو النموذج البارز لهذا التكبّر والطغيان ،وقد تجسّد ذلك في جوابه على من طلب منه الذهاب إلى رسول الله للاستغفار ،عندما قال «لقد أمرتموني أن أؤمن فآمنت ،وقلتم: أعط الزكاة فأعطيت ،لم يبق بعد إلاّ أن تأمروني بأن أسجد لمحمّد » .
إنّ حبّ المنافقين لأنفسهم وعبادتهم لذواتهم ،جعلتهم أبعد ما يكونون عن الإسلام الذي يعني التسليم والرضا والاستسلام الكامل للحقّ .
«لووا » من مادّة ( لي ) وهي في الأصل بمعنى برم الحبل ،وتأتي أيضاً بمعنى إمالة الرأس وهزّه إعراضاً واستكباراً .
«يصدّون » لها معنيان كما أوضحنا ذلك سابقاً ،( المنع ) و ( الإعراض ) وهذا المعنى أكثر انسجاما مع الآيةمورد البحثبينما يكون الأوّل أي ( المنع ) منسجماً مع الآية الاُولى .
/خ8