/م1
وفي الآية اللاحقة يتعرّض لهذا الحادث بشكل أوسع: ( وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلمّا نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض ) .
ما هذا السرّ الذي أسرّه النبي لبعض زوجاته ثمّ لم يحفظنه ؟
طبقاً لما أوردناه في أسباب النزول فإنّ هذا السرّ يتكوّن من أمرين:
الأوّل: تناول العسل عند زوجته ( زينب بنت جحش ) .
والثاني: تحريم العسل على نفسه في المستقبل .
أمّا الزوجة التي أذاعت السرّ ولم تحافظ عليه فهي «حفصة » حيث أنّها نقلت ذلك الحديث الذي سمعت به إلى عائشة .
أمّا الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد اطّلع على إفشاء هذا السرّ عن طريق الوحي ،وذكر بعضه «لحفصة » ومن أجل عدم إحراجها كثيراً لم يذكر لها القسم الثاني ( ولعلّ القسم الأوّل يتعلّق بأصل شرب العسل ،والثاني هو تحريم العسل على نفسه ) .
وعلى كلّ فإنّه: ( فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ) .
ويتّضح من مجموع هذه الآيات أنّ بعض زوجات الرّسول لم يكتفين بإيذاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكلامهنّ ،بل لا يحفظن سرّه ،وحفظ السرّ من أهمّ صفات الزوجة الصالحة الوفيّة لزوجها ،وكان تعامل الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معهنّ على العكس من ذلك تماماً إلى الحدّ الذي لم يذكر لها السرّ الذي أفشته كاملا لكي لا يحرجها أكثر ،واكتفى بالإشارة إلى جزء منه .
ولهذا جاء في الحديث عن الإمام علي ( عليه السلام ): «ما استقصى كريم قطّ ،لأنّ الله يقول: ( عرّف بعضه وأعرض عن بعض ){[5336]} .
/خ4