/م1
المفردات:
بعض أزواجه: هي حفصة على المشهور .
نبّأت به: أخبرت به عائشة .
أظهره: أطلعه وأعلمه قول حفصة لعائشة .
عرّف: أعلمها ببعض الحديث الذي أفشته .
وأعرض عن بعض: لم يخبرها به .
التفسير:
3-{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .
كانت حفصة رضي الله عنها في زيارة أبيها ،ولما جاءت مارية القبطية من عوالي المدينة ،خلا بها النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة حفصة ،وانتظرت حفصة حتى خرجت مارية ،وتألمت من دخول مارية غرفتها ،فحرّم النبي صلى الله عليه وسلم مارية على نفسه ،وأخبر حفصة بذلك ،فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها ،أخبرت عائشة بذلك ،ولم تستطع من شدة سرورها بتحريم مارية أن تكتم الخبر فأخبرت به عائشة ،وطلبت منها أن تكتم الأمر ،أو كان الأمر هو تحريم العسل .
ومعنى الآية:
وإذ قال النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة: إني حرّمت العسل على نفسي ،أو حرمت مارية على نفسي ،واكتمي هذا الخبر ،لكن حفصة أخبرت به عائشة ،وأعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما حَدَثَ .
فلما عاتب النبي صلى الله عليه وسلم حفصة ،وأخبرها بما فعلت ،قالت له: من أين علمت بذلك ؟فأفادها أن الذي أخبره بذلك هو الْعَلِيمُ .بسائر أحوال الناس ،الْخَبِيرُ .بكل شيء في الوجود .
وفي ذلك دعوة للناس جميعا إلى مراقبة الله تعالى ،ودعوة لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ترك التآمر والمكايدات المحبوكة وراء الأستار ،والتفرُّع بالقلوب إلى مراقبة الله تعالى ،وذكره وشكره والالتجاء إليه .