/م6
في الآية اللاحقةولكي لا يتصور أحدٌ بأنّ سؤال الله للأنبياء يعني أن الأمر قد خفي على الله وغاب عن علمه قال تعالى بصراحة مزيجة بالقَسَم ،بأننا سوف نشرح لهم كل أعمالهم بعلمنا ،لأنّه ما غاب عنّا شيء من أفعالهم ،وما غابوا هم عنّا ،فقد كنا معهم في كل حين ومكان: ( فلنقصن عليهم بعلم وما كنّا غائبين ) .
«لنقصنّ » مأخوذة من «القصة » وهي في الأصل تعني ما يتلو بعضه بعضاً ،وحيث أن القضايا عند شرحها يتلو بعضها بعضاً أُطلق عليها لفظ القصة ،وهكذا أُطلق على العقوبة التي تتلو الجناية لفظ «القصاص » ،ومنه «المقصّ » لأنّه يقطع الشعر بالتوالي ،ويقال عمن يبحث عن شيء أنّه «قصّ » لأنّه يبحث الحوادث واحداً بعد واحد .
وحيث إِنّ في هذه الجملة أربعة أنواع من التأكيد ( لام القسم ،ونون التأكيد ،وكلمة علم ،التي جاءت بصورة النكرة ،والمراد من ذلك بيان عظمته ،وجملة ما كان غائبين ) لذلك يستفاد منها أنّ المقصود هو: أنّنا نشرح لهم تفاصيل أعمالهم جميعها القذة بالقذة وتباعاً ،ليعلموا أنّه لا يخفى عنّا شيء من نيّة أو عمل قط{[1341]} .
/خ7