وتخاطب الآية الأخيرة من الآيات محل البحث النّبي بالقول: ( يا أيّها النّبي حسبك الله وما اتبعك من المؤمنين ) .
ونقل بعض المفسّرين أنّ هذه الآية الكريمة نزلت عندما قال جماعة من يهود بني قريظة وبني النضير لما قالوا للنّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ): نحن نسلم ونتبعك ،يعني إنّنا مستعدون لا تباعك ونصرتك ،فنزلت هذه الآية محذرةً النّبي لئلا يعتمد على هؤلاء ،بل المعول عليه هو الله والمؤمنون{[1576]} .
وقد أورد الحافظ أبو نعيموهو من أكابر علماء السنةفي كتابه فضائل الصحابة ،بسنده ،أنّ هذه الآية نزلت في حق علي أمير المؤمنين ،فالمقصود بالمؤمنين هو علي( عليه السلام ){[1577]} .
وقد قلنا مراراً: إنّ مثل هذه التفاسير وأسباب النّزول لا تجعل الآيات محدودة ومنحصرةً ،بل المقصود فيها هو أنّ شخصاً كعلي بن أبي طالب( عليه السلام ) الذي كان في أوّل صفوف المؤمنين هو السند الأوّل للنبي بعد الله من بين المسلمين ،مع أنّ بقية المؤمنين هم أنصار النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأعوانه .