التّفسير
المعتدون النّاقضون العَهدَ:
كما لاحظنا في الآيات السابقة الإِسلام ألغى جميع العهود التي كانت بينه وبين المشركين وعبدة الأوثانإلاّ جماعة خاصّةوأمهلهم مدّة أربعة أشهر ليقرروا موقفهم منه .
وفي الآياتمحل البحثبيان لعلة إلغاء العهود من قِبل الإِسلام ،فتقول الآية الأُولى من هذه الآيات مستفهمة استفهاماً إنكارياً: ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ) ؟!
أي أنّهم لا ينبغي لهم أن يتوقعوا أو ينتظروا الوفاء بالعهد من قِبَلِ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم )ومن جانب واحد ،في وقت تصدر منهم المخالفات وعدم الوفاء بالعهد .
ثمّ استثنت الآية مباشرةً أُولئك الذين لم ينقضوا عهدهم ،بل بقوا أوفياء له ،فقالت: ( إلاّ الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إنّ الله يحبّ المتقين ) .
/خ10