/م1
الآية التالية تخاطب هذا الإنسان الكافر بأنعم ربّه والمعرض عن دلائل المعاد ،وتقول له: ( فما يكذّبك بعد بالدين ) .
تركيب وجودك من جهة ،وبنيان هذا العالم الواسع من جهة أخرى يؤكّدان أن هذه الحياة الخاطفة لا يمكن أن تكون الهدف النهائي من خلقتك وخلقة هذا العالم الكبير .
هذه كلّها مقدمات لعالم أوسع وأكمل ،وبالتعبير القرآني ،هذه «النشأة الأولى » تنبئ عن «النشأة الأخرى » ،فلِمَ لا يتذكر الإنسان ؟!( ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ){[6075]} .
عالم النبات كلّ عام يجسّد مشهد الموت والبعث أمام عين الإنسان ،وتطور الجنين خلقاً بعد خلق ،إنّما هو في كلّ خلق معاد وحياة جديدة ،فكيفمع كلّ هذاينكر يوم الجزاء ؟!
ممّا تقدم يتّضح أنّ المخاطب في الآية هذا النوع من الأفراد .
وقيل: إنّ المخاطب شخص النّبي ،والمقصود من الآية هو: مع وجود أدلة المعاد ،أي شخص أو أي شيء يستطيع تكذيبك ،وهذا التّفسير يبدو بعيداً .
واتضح أيضاً أنّ المقصود من «الدين » ليس هو الشريعة بل هو يوم الجزاء ،الآية التالية تؤيد ذلك .