/م64
المفردات:
كان لم يغنوا فيها: كأن لم يسكنوا فيها ،أو كأن لم يقيموا فيها .
التفسير:
68{كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} .
أي: كأنهم لسرعة هلاكهم ،وعدم بقاء أحد منهم ،لم يقيموا في ديارهم ألبتة .
{كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا} .
{يغنوا فيها} .أي: يقيموا فيها ،يقال: غنى فلان بالمكان ،يغنى ؛إذا أقام به وعاش فيه في نعمة ورغد .والمعنى: كأن هؤلاء القوم الظالمين ،لم يقيموا في ديارهم عمرا طويلا ،وهم في رخاء من عيشهم .
{فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} .تتكرر هنا ألا .وهي حرف تنبيه ؛لتلفت الأنظار إلى ملخص القصة ومغزاها: أن سبب الهلاك هو الكفر بالله وبنعمة الله .
{أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} .ألا سحقا وهلاكا لثمود الذين كفروا بربهم ،وبعدا وطردا لهم عن رحمة الله ؛بسبب جحودهم وكفرهم .
لقد طويت صفحة قوم ظالمين ،وعقب القرآن على القصة بهذه الآية ،وهي تشبه الصدى المردود الذي شّيع به قوم هود من قبل ،قال تعالى:{ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود} .( هود: 60 ) ؛كأنما يسجل الجبار سبحانه وتعالى في نهاية كل قصة نطق المحكمة الإلهية التي تحكم على المجرمين ،وتضمن حكمها حيثيات الحكم في إيجاز بليغ ،يعقبه صمت رهيب ،لقد كفروا بالله ؛فاستحقوا عقاب الله ولعنته ،والطرد من رحمته ،وذلك جزاء الظالمين .
وقد ورد في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على ديار ثمود وهو في طريقه إلى غزوة تبوك ؛فاستحث راحلته ،وأسرع السير ،وحث قومه على الاعتبار بهم .