/م51
{ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون} .
هذه طبيعة فريق من الناس ،يلجئون إلى الله تعالى في الشدائد ضارعين متلهفين ،فإذا استجاب الله لدعائهم ،وتحولت الشدة إلى رخاء ،إذا بفريق منهم ينسى ما كان فيه من شدة وبلاء ،وينسى فضل الله عليه في استجابة الدعاء ،ويجعل لله شركاء في العبادة ،فيعبدون الأوثان ويذبحون لها الذبائح ،شكرا لغير من أنعم بالفرج وأزال من الضر .
ونحو الآية قوله تعالى:{وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلمّ نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا} . ( الإسراء:67 ) .
جاء في تفسير الآلوسي:
وفي الآية ما يدل على:أن صنيع العوام اليوم ،من الجؤار إلى غير الله تعالى ،ممن لا يملك لهم بل ولا لنفسه نفعا ولا ضراعند إصابة الضر بهم ،وإعراضهم عن دعائه تعالى بالكليةسفه عظيم ،وضلال جديد ؛لكنه أشد من الضلال القديم ،ومما تقشعر منه الجلود ؛لحصوله ممن يؤمن باليوم الموعود .
إن بعض المتشيخين قال لي وأنا صغير:إياك أن تستغيث بالله إذا خطب دهاك ،فإن الله تعالى لا يعجل إغاثتك ،ولا يهمه سوء حالتك ،وعليك بالاستغاثة بالأولياء السالفين ،فإنهم يعجلون في تفريج كربك ،ويهمهم سوء ما حل بك ؛فمجّ ذلك سمعي وهَمَى دمعي ،وسألت الله تعالى:أن يعصمني والمسلمين ،من أمثال هذا الضلال المبين ،ولكثير من المتشيخين اليوم كلمات مثل ذلك . اه .