/م56
المفردات:
مثل السوء:الصفة السوء ،وهي احتياجهم إلى الولد ،وكراهتهم للبنات ؛خوف الفقر والعار .
ولله المثل الأعلى:الصفة العليا ،وهي أنه لا إله إلا هو ،وأن له جميع صفات الجلال والكمال .
التفسير:
{للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم} .
أي:للذين لا يؤمنون بالآخرة ،وما فيها من حساب وثواب وعقاب ؛{مثل السوء} . أي:صفة السوء ، التي هي كالمثل في القبح ،وهي وأدهم البنات ،وقولهم:الملائكة بنات الله ،وفرحهم بولادة الذكور ، وكرههم لولادة الأنثى ،فهذه الصفات تدل على صلفهم وغبائهم وسوء تفكيرهم .
{ولله المثل الأعلى}أي:الصفة العليا ،وهي أنه الواحد الأحد ، المنزه عن الوالد والولد ،والمتصف بكل كمال ،والمنزه عن كل نقص ،فهو العليّ العظيم القادر الوهّاب ،العليم الحكيم العزيز الملك القدوس السلام ،المؤمن ،المهيمن الجبار القهار ، الخالق البارئ المصور ،بيده الخلق والأمر ،وهو على كل شيء قدير .
{وهو العزيز} في ملكه بحيث لا يغلبه غالب .
{الحكيم} في أفعاله وأقواله .
قال الشوكاني:
{للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء} .
هذا وجه آخر في الردّ على من قال عن الملائكة: إنها بنات الله ،فإن الولد مثل أبيه ،أي:اختاروا أضعف الجنسين ؛ ليكون عندهم مثلا لله ، بل لهؤلاء الذين وصفوا الله سبحانه بهذه القبائح الفظيعة ،{مثل السوء} ، أي: صفة السوء من الجهل والكفر بالله .
{ولله المثل الأعلى} .من الغنى الكامل والجود الشامل والعلم الواسع40 .