/م80
المفردات:
الظلال:ما يستظل به من الغمام والشجر والجبال وغيرها .
أكنانا: الأكنان:جمع كن ،وهو: الغار ونحوه في الجبل .
السرابيل:واحدها: سربال ،وهو القميص من القطن والكتان والصوف وغيرها ،وسرابيل الحرب:هي الجواشن والدروع .
البأس:الشدة ويراد به هنا الحرب .
التفسير:
{والله جعل لكم مما خلق ظلالا ...} .
يحتاج الإنسان إلى الظل خصوصا في البلاد الحارة ،وخصوصا الفقراء الذين لا مأوى لهم ،فيستفيدون بظل الأشجار والجبال والجدران ؛لتقيهم من الحر الشديد .
{وجعل لكم من الجبال أكنانا}أي:وجعل لكم من الجبال مواضع تستكنون فيها ،وتهدءون للعبادة والتأمل والبعد عن صخب الحياة ؛في المغارات والكهوف ونحوها .
{وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} .
من نعم الله: أنه يسر لنا الثياب التي نتجمل بها ،ونتقي بها الحر والبرد ،وقد استغنى بذكر أحد المتقابلين عن الآخر ،ولأن بلاد العرب يغلب عليها الحر فاكتفى به ،وقيل: لأن ما يقي من الحر يقي من البرد .
{وسرابيل تقيكم بأسكم} .
وتوجد ملابس أخرى من الدروع وحلل الحرب وما يشبهها ،تتقون بها الطعنات والضربات التي تسدد إليكم في حالة الحرب ،وفيه دليل على اتخاذ عدة الحرب ،والتمرين على استخدامها في الجهاد ؛ليستعان بها على قتال الأعداء ،وقد لبسها النبي صلى الله عليه وسلم .
{كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} . أي: إن الله يتم عليكم النعم في المسكن والملبس ،والأثاث وعدة الحرب ،وأنعم الدين والدنيا ،لعلكم تسلمون لله وجوهكم وقلوبكم ؛بالدخول في الإسلام فتسعدوا بنعيم الدنيا والآخرة ؛فإن العاقل إذا أسدى إليه المعروف ؛شكر من أنعم به عليه ؛كما قال المتنبي:
وقيدت نفسي في دارك محبة***ومن وجد الإحسان قيدا فقيدا