/م90
المفردات:
لا ريب فيه: أي: لا شك فيه ،يقال: رابني هذا الأمر يريبني ريبا ،وأرابني ،أي: حدث لي منه شك .والريبة: الشك ،جمعه: الريب .
كفورا: أي: جحودا للحق .
التفسير:
99-{أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ...}
أي: ألم يعلموا ويتدبروا أن الذي خلق السماوات والأرض ابتداعا على غير مثال سابق ،وأقامهما بقدرته- قادر على أن يخلق أمثالهم من الخلق مرة أخرى ،وكيف لا يقدر على إعادتهم والإعادة أهون من الابتداء .
{وجعل لهم أجلا لا ريب فيه} .أي: وجعل لإعادتهم وقيامهم من قبورهم أجلا مضروبا ومدة مقدرة لا بد من انقضائها ،لا يعلمها إلا هو كما قال سبحانه:{وما نؤخره إلا لأجل معدود} ( هود: 104 ) .
وخلاصة ذلك: قد علموا بدليل العقل أن من قدر على خلق السماوات والأرض فهو قادر على خلق أمثالهم من الإنس ،وإعادتهم إلى الحياة بالبعث ،وقد جعل لميقات إعادتهم أجلا وهو يوم القيامة الذي لا شك فيه فلا وجه لإنكاره .
{فأبى الظالمون إلا كفورا} .
أي: بعد قيام الحجة عليهم ووضوح الدليل أمامهم ،أبوا إلا جحودا وتماديا في باطلهم وضلالهم ،فكان جزاءهم عادلا بعد منطق الدلالات ومنطق المشاهدات ووضوح الآيات .