/م60
المفردات:
رحمة: قيل: هي النبوة ،أو الولاية .
التفسير:
65-{فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} .
فوجد موسى عند الصخرة رجلا مسجى بثوب ،فسلم عليه موسى ،فقال الخضر: وأنّى بأرضك السلام ؟فقال: أنا موسى ،فقال: موسى بني إسرائيل ،قال: نعم .
وقد أعطى الله الخضر الكرامة ،ووهبه نعمة عظيمة وفضلا كبيرا ،وعلمه علما خاصا لا ينال إلا بتوفيق من علام الغيوب .
وقد رجح بعض المفسرين أنه نبي ،والصحيح أن الخضر عليه السلام ليس بنبي ؛وإنما هو من عباد الله الصالحين ،وأوليائه المقربين ،وقد أظهر الله على يديه هذه الكرامات ،والأمور الغيبية ؛تعليما للخلق فضل العبودية الحقة لله .
قال العلماء:
هذا العلم الرباني ثمرة الإخلاص والتقوى ،ويسمى: ( العلم اللّدني ) يورثه الله لمن أخلص العبودية له ،ولا ينال بالكسب والمشقة ،وإنما هو هبة الرحمان لمن خصه الله بالقرب والولاية والكرامة .
قال صاحب الجوهرة في منظومة فنية في علم التوحيد:
وأثبتن للأولياء الكرامة ***ومن أنفاها فأنبذن كلامه
وقد بين القرآن الكريم: قيمة العمل الصالح في آياته الكثيرة .
قال تعالى:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} .( الكهف: 30 ) .
وقال سبحانه:{ونبيا من الصالحين} .( آل عمران: 39 ) .
وقال عن أهل الكهف:{إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى} .( الكهف: 13 ) .
وقال سبحانه:{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} .( الأنبياء: 105 ) .
قال العلماء:
وقفت النبوة أمام العبد الصالح في كتاب الله مرتين:
الأولى عندما وقف زكريا فوجد عند مريم أرزاقا في غير أوانها:{قال يا مريم أنا لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .هنالك دعا زكريا ربه ...} ( آل عمران: 37 ) .
الثانية: عندما وقف موسى رسول الله أمام العبد الصالح يقول:{هل أتّبعك أن تعلمن مما علمت رشدا} .
/خ74