/م65
73-{إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى} .
جمع فرعون السحرة بالقوة والإكراه ،وبالترغيب والترهيب .
روي الحسن: أن السحرة الذين حشدوا من المدائن ليعارضوا موسى ؛أحضروا مكرهين ،وأكرهوا على إظهار السحر ،وروي: أن رؤساء السحرة كانوا ( 72 ) اثنان منهم من القبط ،والباقون من بني إسرائيل ،وردت هذه الرواية في تفسير المراغي ،لكنها لا تثبت أمام النقد العلمي .
والأرجح منها ما ورد في مختصر تفسير ابن كثير ،وهو ما رواه ابن أبي حاتم: عن ابن عباس في قوله تعالى:{وما أكرهتنا عليه من السحر} .قال: أخذ فرعون أربعين غلاما م بني إسرائيل ،فأمر أن يعلموا السحر بالفرماء ،13 وقال: علموهم تعليما لا يعلمه أحد في الأرض ،قال ابن عباس فهم الذين آمنوا بموسى وهم الذين قالوا:{آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر} .
ولعل الإيمان الحقيقي بدأ في قلوب مجموعة من السحرة ؛ثم انضم إليهم الباقون ؛خصوصا بعد مشاهدة المعجزات الباهرة لموسى وهارون .
{والله خير وأبقى} .
أي: إن الله خير لنا منك وأفضل ،وعذابه ونعيمه أبقى وأدوم .
وقد اختلف المفسرون: هل فعل فرعون بهم ما توعدهم به أو لم يفعله بهم .
رجح ابن كثير أن فرعون فعل ذلك ،ونفّذه بالسحرة ؛ليكونوا نماذج في التضحية ؛كما قال ابن عباس وغيره من السلف: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء بررة .
وقال الشيخ الشنقيطي في تفسير أضوء البيان ما يأتي:
قال قوم: قتلهم وصلبهم ،وقوم أنكروا ذلك ،وأظهرهما عندي أنه لم يقتلهم ،وأن الله عصمهم منه لأجل إيمانهم الراسخ بالله تعالى ؛لأن الله قال لموسى وهارون:{أنتما ومن اتبعكما الغالبون} .( القصص: 35 ) .