/م42
45 - قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ .
أنذركم بالوحي: من الله ،لا من قبل نفسي .
الصم: التاركون للعمل بما سمعوه ،فكأنهم صم .
لقد أثبتت الآية السابقة أن يد القدرة الإلهية تقبض وتبسط ،وتعطي وتمنع ،وأنها قادرة أن تطوي الأرض من تحتهم ،فإذا هم هالكون مغلوبون .
وفي الآية التي معنا يقول القرآن ما معناه:
أخبرهم يا محمد: أنك رسول الله تنذرهم بالوحي ،المنزل من عند الله ،وليس عليك إلا البلاغ ؛ولا تملك لهم الهداية ،فإذا أصموا أسماعهم فلا أمل في هدايتهم ،ولا نفع في إنذارهم ،فكما أن الأصم لا يسمع النداء ،ولا يجيب الدعاء .فكذلك الكافرون لما أصموا أسماعهم ،وأغلقوا قلوبهم ،فلم يسمعوا القرآن سماع تأمل ،ولم يتدبروا آياته ؛أشبهوا المريض بالصمم ،فلا فائدة من توجيه النداء إليه .