/م11
13 - لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ .
أي: هلا جاء الخائضون في الإفك بأربعة شهداء ،يشهدون على ثبوت ما قالوا وما رموها به ،فإذا لم يأتوا بهم فأولئك الكاذبون عند الله ،أي: في قانون الله ،أو بحسب قانونه .
وإلا فمن الظاهر أن الاتهام في نفسه كان إفكا وكذبا ،فما كان لأحد له حظ من العقل أن يقول في مثل هذه الحال: إن عائشة تخلفت عن الرحيل بحيلة مدبرة ،لأن الذين يدبرون الحيل ،لا يدبرونها بأن تتخلف زوج رئيس القوم خفية مع رجل منهم ،ثم تأتي راكبة جهرة على بعير هذا الرجل نفسه في وقت الظهيرة والجيش كله يشهد ذلك ،ورئيس القوم بين أظهرهم ،فهذه الصورة من الواقع ،تدل بنفسها دلالة واضحة على براءة ساحتها ،لأن الأساس الوحيد الذي كان من الممكن أن يتهما عليه في مثل هذه الحال ،هو أن يكون القائلون قد رأوهما يرتكبان الفاحشة بأعينهم ،وإلا فإن القرائن التي بنى عليها الظالمون اتهامهم ،ما كان فيها أدنى مجال للريبة والشبهة .