/م44
المفردات:
مصيبة: عذاب الدنيا والآخرة .
لولا"الثانية ": هلا ،وتفيد تمنّى حصول ما بعدها والحث عليه .
التفسير:
47-{ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين} .
وأرسلناك لتقيم عليهم الحجة ،وتقطع عنهم العذر ،حين ينزل عليهم عذاب في الدنيا أو الآخرة ،فيقولون: يا ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا يرشدنا ويحذرنا ،فنتبع آياتك المنزلة عليه ،ونكون من المؤمنين به ،فالآية تعقيب يبين الحكمة في إرسال الرسل عامة ،وفي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ،وهي الإعذار إلى الناس ،وإخبارهم بحقائق الكون وخلق الدنيا ،والبعث في الآخرة .
وفي هذا المعنى يقول الله تعالى:{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [ الإسراء: 15] .
ويقول عز شأنه:{رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما} [ النساء: 165] .
جاء في ظلال القرآن:
فهي رحمة الله بالقوم ،وهي حجته كذلك عليهم ،كيلا يعتذروا بأنهم أخذوا على غرة ،وأنهم لم ينذروا قبل أخذهم بالعذاب –وما هم فيه من جاهلية وشرك ومعصية يستوجب العذاب- فأراد الله أن يقطع حجتهم ،وأن يعذر إليهم ،وأن يوقفهم أمام أنفسهم ،مجردين من كل عائق يعوقهم عن الإيمان . اه .