/م1
المفردات:
أن يسبقونا: أن يفوتونا ويعجزونا ،فلا يلاقوا جزاء أعمالهم .
ساء ما يحكمون: قبح حكمهم أنهم يهربون منا .
التفسير:
4-{أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} .
أظن الكافرون والفاسقون أن يفوتونا ،ويهربوا من حسابنا ،فلا نقدر على مجازاتهم ،بمساوئ أعمالهم ،لقد ظنوا كذبا ،وحكموا فاسدا .
{ساء ما يحكمون} بئس الحكم الذي يحكمونه ،وبئس الظن الذي يظنونه .
ونلاحظ أن الحسبان الأول كان من المؤمنين ،وهذا الحسبان من الكافرين .
قال ابن عباس:
يريد سبحانه بالذين يعملون السيئات: الوليد بن المغيرة ،وأبا جهل ،والأسود ،والعاص بن هشام ،وشيبة وعتبة ابني ربيعه ،والوليد بن عتبة ،وعقبة بن أبي معيط ،وحنظلة بن وائل ،وأنظارهم من صناديد قريش . اه .
ونقول: إن الآية تعم جميع من يعمل السيئات ،لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،فالآية وعيد للكافرين ،وللعصاة من المؤمنين الذين يجاهرون بالمعصية ،والسلب والنهب والغدر ،والإثم والعدوان ،ويظنون أنهم سيفوتون من عذاب الله ،أو يرون أمور الآخرة باهتة غائمة ،وينتصرون للدنيا ،أو يبيعون الباقية ويشترون الفانية ،ولا يشبعون من الحرام ولا من انتهاك الحرمات .
"فلا يحسب مفسد أنه مفلت ولا سابق ،فإذا كانت الفتنة سنة جارية لامتحان القلوب وتمحيص الصفوف ،فخيبة المسيئين وأخذ المفسدين سنة جارية لابد أن تجيء "3 .