{وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذ لارتاب المبطلون} .
المفردات:
الارتياب : الشك .
المبطلون ***: اتباع الباطل وهم الكافرون .
التفسير:
ما كنت يا محمد كاتبا ولا قارئا بل كنت أميا لا تعرف القراءة والكتابة ،لحكمة إلهية عليا هي نفى التهمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه نقا هذا القرآن من الكتب السابقة ثم ادعى أنه من عند الله .
وهكذا يفند القرآن شبه الكافرين حتى الطفولي منها فمحمد صلى الله عليه وسلم عاش بين قومه مدة من الزمان عرفوا وتيقنوا بصدقه وأمانته ،حتى قال هرقل ملك الروم لأبي سفيان هل جربتم عليه الكذب ؟قال أبو سفيان: لا ،فقال هرقل: ما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله .
ومع وضوح الدلالة والحجة على صدق القرآن وشهادة الأعداء بأنه فوق طاقة البشر وأن له حلاوة وعليه طلاوة ،وكلما تكرر حلا ،وما يستطيع أن يقول مثله بشر مع شهادة صناديد الكفر بأن القرآن فوق طاقة البشر وأن مصدره قوة عليا فقد ادعى بعض المشركين أن محمدا نقل أساطير الأولين وعلومهم ،ثم صاغها من عنده مدعيا أنها قرآن من عند الله قال تعالى:{وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه* بكرة وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما} ( الفرقان: 5-6 ) .
روى الطبري عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ شيئا ولا يكتب .
وقال ابن كثير: المعنى: قد لبثت في قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة ،بل كل أحد من قومك يعرف أنك أمي لا تقرا ولا تكتب ،وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما إلى يوم الدين لا يحسن الكتابة ،ولا يخط حرفا ولا سطرا بيده ،بل كان له كتّاب يكتبون له الوحي والرسائل إلى الأقاليم وما أورده بعضهم من الحديث ،أنه لم يمت حتى تعلم الكتابة فضعيف لا أصل له . 25