/م15
ثم بين أن عذاب الآخرة له مقدمات في الدنيا لأن الذنب مستوجب لنتائجه عاجلا وآجلا فقال سبحانه:
{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}
المفردات:
العذاب الأدنى: الأقرب والأقل وهو عذاب الدنيا مثل: القحط والأسر والقتل .
دون العذاب الأكبر : قبل عذاب الآخرة .
التفسير:
ولنبتليهم بمصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها من المجاعات والقتل والأسر ونحو ذلك عظة لهم ليقلعوا عن ذنوبهم قبل العذاب الأكبر وهو عذاب يوم القيامة .
جاء في تفسير القرطبي:
قال الحسن وأبو العالية: والضحاك وأبي بن كعب وإبراهيم النخعي: العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها مما يبتلى به العبيد حتى يتوبوا .
وقال ابن مسعود والحسين بن علي وعبد الله بن الحارث: هو القتل بالسيف يوم بدر .
وقال مقاتل ومجاهد: الجوع سبع سنين بمكة ،حتى أكلوا الجيف ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم أه .
وقال القاسمي:
{ولنذيقنهم} أي أهل مكة من العذاب الأدنى أي: عذاب الدنيا والجدب والقتل والأسر .
{دون العذاب الأكبر ...} يعني عذاب الآخرة .
{لعلهم يرجعون} أي: يتوبون عن الكفر ويرجعون إلى الله عند تصفية فطرتهم بشدة العذاب الأدنى أه .
وقال النيسابوري: ولم يقل:الأصغر في مقابلة الأكبر أو الأبعد في مقابلة الأدنى لأن المقصود هنا هو التخويف والتهديد وذلك إنما يحصل بالقرب لا بالصغر وبالكبر لا بالبعد .