/م9
{قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذ لا تمتعون إلا قليلا}
التفسير:
لقد كتب الله على كل نفس أجلها ورزقها وقدرها وما يستقبل من أمرها قال تعالى:{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} .( الأعراف: 34 ) .
فاستئذان المنافقين في ميدان القتال فرارا بأنفسهم إلى المدينة وهربا من الموت أو القتل لن يطيل آجالهم وربما عرضهم لأخطار أشد لأن أ جل الله إذا جاء لا يؤخر ولذلك تقول لهم الآية: لن ينفعكم فراركم من المعركة ،ولن يؤجل وفاتكم بالموت أو القتل وحتى إذا نجوتم فإن الباقي من أعماركم قليل بالنسبة إلى الخلود في الآخرة قال تعالى: قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظنون فتيلا ..( النساء: 77 ) .
قال القرطبي:
{قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ...} أي:من حضر أجله مات أو قتل فلا ينفع الفرار .
{وإذا لا تمتعون إلا قليلا ...} أي: في الدنيا بعد الفرار إلى أن تنقضي آجالكم وكل ما هو آت قريب .أه .
قال الربيع بن خيثمة:وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه أي:إن فررتم من الموت اوالقتل لاينفعكم الفرار لأن مجيء الأجل لابد منه . اه .