المفردات:
المشارق: مشارق الشمس على امتداد خط المشرق .
التفسير:
5-{رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق} .
من صفة الله أنه رب الكون وخالقه وموجده من العدم ،وهو الذي يحفظه ويمسك بزمامه .
ومعنى الآية: الله الواحد هو رب السماوات وما فيها ،ورب الأرض وما عليها ،من جبال وبحار وأنهار وأشجار وقفار وزراعات ،وسائر ما خلق في الأرض ،وهو سبحانه رب الفضاء والهواء والعوالم العظيمة التي بين السماء والأرض .
قال تعالى:{له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} .[ طه:6] .
وهو سبحانه وتعالى:{رب المشارق} .
أي: مشارق الشمس ومغاربها ،فلها في كل يوم مشرق معين تشرق منه ،ولها في كل يوم مغرب معين تغرب منه ،واكتفى هنا بذكر المشارق عن المغارب ،لأن أحدهما يغني عن الآخر ولأن الشروق سابق على الغروب .
ونلاحظ أن القرآن الكريم عبّر عن الشروق والغروب أحيانا بالمفرد مثل قوله تعالى:{رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا} . [ المزمل: 9] .
وأحيانا بلفظ المثنّى مثل:{رب المشرقين ورب المغربين} . [ الرحمان: 17] .
وأحيانا بلفظ الجمع مثل:{ورب المشارق} .
فالمفرد المراد به: الجهة ،جهة الشرق وجهة الغرب ،والمثنى المراد منهما: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ،أو مشرق الشمس والقمر ومغربهما ،والمشارق المراد منها: مشارق النجوم والكواكب والشمس ،بل والشموس في أيام السنة ،وهي مشارق متعددة بعدد أيام السنة .
جاء في ظلال القرآن ما يأتي:
قوله:{ورب المشارق} .
أي: ولكل نجم مشرق ،ولكل كوكب مشرق ،فهي مشارق كثيرة في كل جانب من جوانب السماوات الفسيحة ..وللتعبير دلالة أخرى دقيقة في التعبير عن الواقع في هذه الأرض التي نعيش عليها كذلك ،فالأرض في دورتها أمام الشمس تتوالى المشارق على بقاعها المختلفة .كما تتوالى المغارب ،فكلما جاء قطاع منها أمام الشمس كان هناك مشرق على هذا القطاع ،وكان هناك مغرب على القطاع المقابل له في الكرة الأرضية ..وهي حقيقة ما كان يعرفها الناس في زمان نزول القرآن الكريم ،أخبرهم الله تعالى بها في ذلك الزمان القديم . ا ه .