/م53
59-{بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} .
أيها العبد النادم بعد فوات الأوان ،المحتج بعدم هداية الله لك ،المتمنّي الرجوع إلى الدنيا ،لقد جاءتك الرسل والكتب ،وأعطيتك العقل والإرادة والاختبار ،ولفتُّ نظرك إلى الكون وما فيه من عظات وعبر ،ودلائل ومشاهد تدلّ على قدرة الإله الخالق ،وأخبرتك بقصص الأولين وما أصاب المكذبين ،وحدّثتك عن القيامة والبعث والحشر والجزاء ،كأن القيامة ماثلة أمامك .
وكان في هذه الآيات ما يكفي ويرشد للإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ،لكنك كذّبت المرسلين ،وجحدت باليوم الآخر ،وآثرت الكفر على الإيمان ،والضلالة على الهدى ،فلا تلومنّ إلا نفسك ،ولا تحتج بأن هداية الله لم تصبك ،لأن الله يُعطي هداه لمن أحبّ الهدى ،ويرسل معونته وهدايته وفضله وتوفيقه لمن رغب في الإيمان وسعى إلى باب الرحمان ،وفي الحديث الشريف:"اعملوا فكل ميسر لما خلق له ،إن الله تعالى يقول:{فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى . ( الليل: 5-10 ) .
وقال تعالى:{ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} .
( الشمس 7-10 ) .