/م9
المفردات:
فقضاهنّ: خلقهنّ وصيّرهن وأكملهن وفرغ منهنّ .
في يومين: في تمام يومين .
وأوحى في كل سماء أمرها: وخلق في كل منها ما أعدّ لها .
بمصابيح: بنجوم .
وحفظا: حفظناها من استراق الشياطين السمع .
تقدير العزيز العليم: تقدير البالغ التامّ في القدرة والعلم .
التفسير:
12-{فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم} .
فأتم خلق السماوات السبع في مقدار يومين أو نوبتين .
{وأوحى في كل سماء أمرها ...}
أي: جعل فيها النظام الذي تجري عليه الأمور فيها .
قال قتادة: خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها .
{وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم} .
السماء القريبة من الأرض جعلنا فيها النجوم زينة للسماء كالمصابيح ،وهذه النجوم لحفظ السماء من الشياطين التي تحاول استراق السمع ،وهي أيضا هداية للسائرين في البر والبحر ،يعرفون منها اتجاه القبلة ،ويعرفون منها الجهات الأربع الأصلية ،ذلك النظام البديع هو تقدير الله القوي الغالب ،العليم بمصالح عباده وحاجاتهم .
وتفيد الآيات جلال القدرة الإلهية المبدعة التي خلقت الأرض مكانا فسيحا ،ومائدة عامرة يأكل منها الإنسان والحيوان والطير ،وخلقت السماء سقفا مرفوعا مزينا بالنجوم ،محفوظا بالشهب من الشياطين المتمردين ،مزودا بأسباب هداية السائرين في المحيطات وفي الصحراء ،مثل النجم القطبي ،ومجموعة من النجوم على شكل مغرفة ،تسمى مجموعة كاثيوبيا ،نعرف منها جهة الجنوب ،وبالتالي نعرف جهة الشمال ثم الشرق والغرب .
وتفيد الآيات أن لهذا الكون إلها خالقا رازقا ،يحفظ الكون ويمسك بزمامه ،وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند النوم: "اللهم رب السماء وما أظلت ،والأرضين وما أقلّت ،والشياطين وما أضلت ،كن لي جارا من شرار خلقك ،عزّ جارك".{[643]}
وقال تعالى:{إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا} . ( فاطر: 41 ) .