/م1
المفردات:
يتفطرن: يتشققن من عظمة الله وجلاله ،وقيل: من ادعاء الولد له .
يسبحون: ينزهون الله عما لا يليق .
ويستغفرون لمن في الأرض: يسألون الله أن يغفر للمقصرين في الأرض من المؤمنين .
التفسير:
5-{تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم} .
هذه السماوات السبع على عظمها ،وعظم خلقها ،وشموسها وأقمارها ونجومها ،وما فيها من أفلاك وأملاك ،تكاد تتشقق وجلا وخوفا من عظمة الله وجلاله ،أو تكاد تتشقق من كثرة الملائكة ،فليس في السماء موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد يسبح الله تعالى ،أو تكاد تتشقق من ادعاء الكفار لله ولدا ،كما ورد في الآيات ( 88-93 ) من سورة مريم وفيها يقول سبحانه:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ( 89 ) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ( 90 ) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ( 91 ) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ( 92 ) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ( 93 )} .
وخلاصة معنى الآية:
تكاد السماوات - مع عظمهن وتماسكهن - يتشققن من فوقهن ،خشية من الله ،وتأثرا بعظمته وجلاله ،والملائكة ينزهون الله عما لا يليق به ،مثنين عليه بما هو أهله ،ويسألون الله المغفرة لأهل الأرض ،وقد ورد هذا المعنى في الآية 7 من سورة غافر ،حيث يقول سبحانه وتعالى:{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ...} .
{ألا إن الله هو الغفور الرحيم} .
الله سبحانه وحده هو صاحب المغفرة الشاملة ،والرحمة الواسعة .