/م26
المفردات:
من القريتين: من إحدى القريتين: مكة ،والطائف ،والرجل الذي من مكة هو الوليد بن المغيرة المخزومي ،وكان يسمى ريحانة قريش ،والذي من الطائف هو عروة بن مسعود الثقفي .
التفسير:
31-{وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} .
تعنّت أهل مكة وقدّموا طائفة من المطالب ،مثل أن يكون الرسول ملكا ،أو أن يكون مالكا لأموال كثيرة تغنيه عن العمل والحاجة ،ولما فنّد القرآن آراءهم ،قالوا: لو كان هذا قرآنا حقا من عند الله لما اختار لرسالته يتيما فقيرا مغمورا ،وإنما يختار عظيما ثريا وجيها بين الناس ،مثل الوليد بن المغيرة في مكة ،أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف ،ظنا منهم أن العظيم من يكون له مال كثير وحشم وخدم ،وما علموا أن الرسالة تحتاج إلى نفس عظيمة ذات همة عالية ،ومطالب سامية ،ورحمة بالضعفاء ،وحرص على الهداية ،وتطلع إلى مرضاة الله ،وسمو في العبادة والتهجد والتبتل وترتيل القرآن ،وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك ،والله أعلم حيث يجعل رسالته .
وقد تعددت الآراء حول الأشخاص الذين عناهم كفار مكة ،بعظيم مكة أو عظيم الطائف ،فنقل ابن كثير ثلاثة آراء هي:
1- الوليد بن المغيرة بمكة ،وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف .
2- عتبة بن ربيعة بمكة ،وابن عبد ياليل بالطائف .
3- الوليد بن المغيرة بمكة ،وكنانة بن عمر الثقفي بالطائف .
ثم قال: والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أي البلدتين كان .