/م36
المفردات:
من يعش: من يتعام ويعرض ويتغافل ،يقال: عشي فلان كرضي ،إذا حصلت له آفة في بصره .
نقيض له: نيسِّر له ،أو نسبب له ،أو نتح له .
له قرين: مصاحب لا يفارقه .
التفسير:
36-{ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين} .
من يعرض عن ذكر الله ويستهين بالقرآن ،ويأنف من ذكر دين الله ،ويبتعد عن شرع الله ،نيسر له قرين سوء من الجن ،يوسوس له بالشر ،ويحرضه على الفسوق والعصيان .
قال تعالى:{وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ...} ( فصلت: 25 ) .
وجاء في صحيح مسلم وغيره ،أن مع كل مسلم قرينا من الجن ،وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم7 .
قال ابن كثير:
{ومن يعش ...}
أي: يتعامى ويتغافل ويعرض ،{عن ذكر الرحمان} .
والعشا في العين ضعف بصرها ،والمراد هنا عشا البصيرة .
{نقيض له شيطانا فهو له قرين} .كقوله تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ...} ( الصف: 5 ) .اه .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى:{ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} .( مريم: 83 ) .
ومعنى:{فهو له قرين} .أي: فهو له ملازم ومصاحب لا ينفك عن الوسوسة له والإغواء .