/م29
المفردات:
يجركم: ينقذكم .
التفسير:
31-{يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم} .
تلطفت الجن في دعوة قومها إلى الإيمان ،والتصديق بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وبالقرآن الذي أنزله الله عليه .
ومعنى الآية:
استجيبوا يا قومنا لداعي الإيمان بالله تعالى ،وهو القرآن الكريم أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،وآمنوا بالله ،وأطيعوا أوامره واجتنبوا نواهيه ،يكن جزاؤكم مغفرة بعض ذنوبكم ،تلك التي بينكم وبين الله ،أما مظالم العباد فيجب أن ترد إلى أصحابها ،ومغفرة الذنوب وسترها يضاف إليها أن يخلصكم الله وينجيكم من عذاب شديد مؤلم .
وقد ذهب عدد من الأئمة إلى أن الجن الصالح يكافأ بالمغفرة والنجاة من العذاب ،ودخول الجنة مثل الإنس تماما ،وذهب بعض الأئمة إلى أن الجن الصالح يكافأ بمغفرة الذنوب والنجاة من العذاب في جهنم ،ولا يدخلون الجنة .
قال الحسن:
ليس لمؤمني الجن ثواب غير نجاتهم من النار ،فيقال لهم: كونوا ترابا: فيكونون ترابا ،وبه قال أبو حنيفة .
وقال القشيري معلقا على هذا الخلاف:
والصحيح أن هذا مما لم يقطع فيه بشيء ،والعلم عند الله .
ونعم ما قال ،فلماذا الاسترسال في بحث الأمور من الأفضل السكوت عنها ،فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .