/م29
المفردات:
كتابا أنزل من بعد موسى: وهو القرآن الكريم .
مصدقا لما بين يديه: مؤيدا ومؤكدا لما قبله من التوراة ،لأنهم كانوا مؤمنين بموسى .
التفسير:
30-{قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} .
قال النفر من الجن لقومهم: يا قومنا ،إنا سمعنا كتابا كريما ،أنزله الله تعالى على نبي أرسله بعد نبيه موسى ،هذا الكتاب يصدق الكتب السابقة في أصولها ،وهي الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى ،والحث على مكارم الأخلاق ،هذا الكتاب يرشد إلى الحق المبين ،وإلى دين الله القويم .
وتعتبر التوراة كتابا كاملا في الأحكام ،أما الإنجيل فهو مشتمل على كثير من المواعظ ،وقليل من الأحكام ،والعهد القديم أساس للعهد الجديد ،فالتوراة كتاب أساسي عند الجميع ،ولذلك قالوا:{إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ...}
فالعمدة في التشريع لليهود والنصارى على السواء هي التوراة .
وقال عطاء: كانوا يهودا فأسلموا .
وقال بعضهم: لم تسمع الجن بعيسى عليه السلام ،ونلحظ أن ذلك أمر بعيد كما قال المفسرون .
وفي صحيح البخاري أن ورقة بن نوفل حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر نزول الوحي عليه ،قال ورقة: قدوس هذا هو الناموس ( الوحي ) الذي أنزله الله على موسى26 .