{ قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى} أي المتفق على تعظيم كتابه .أي وقد علمنا صدقه لكونه{ مصدقا لما بين يديه} أي من هذه الكتب كلها ،وقد فُضِّل عليها إذ{ يهدي إلى الحق} أي معرفة الحقائق{ وإلى طريق مستقيم} أي لا عوج فيه ،وهو الإسلام .
/ قال ابن كثير:أي يهدي إلى الحق في الاعتقاد والأخبار ،وإلى طريق مستقيم في الأعمال .فإن القرآن مشتمل على شيئين:خبر وطلب .فخبره صدق ،وطلبه عدل ،كما قال تعالى:{[6578]}{ وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا} وقال تعالى:{[6579]}{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} فالهدى هو العلم النافع ،ودين الحق هو العمل الصالح .وهكذا قالت الجن:يهدي إلى الحق في الاعتقادات ،وإلى طريق مستقيم ،أي في العمليات .
/خ31