/م1
المفردات:
أرأيتم: أخبروني .
لهم شرك: شركة ونصيب .
أثارة من علم: بقية من علم .
التفسير:
4-{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .
أخبروني أيها الكفار ،هل الأصنام أو الأوثان أو الجن أو الملائكة ،أو جميع ما تعبدون من دون الله ،هل هذه المعبودات الزائفة خلقت شيئا من هذا الكون البديع ؟أروني هذا الذي خلقته من الأرض ،هل خلقت الماء أو اليابس ؟الشرق أو الغرب ؟السهل أو الجبل ؟الحيوان أو الإنسان ؟والجواب معلوم: إن أحدا لم يدع مطلقا أنه خلق الأرض ،ولا جانبا منها ،لأن هذه المعبودات الزائفة لا تقدر على خلق شيء من ذلك ،وهذه الأرض لم تخلق نفسها ،فلم يبق إلا أن تكون من خلق الله .
ثم قل لهم أيها الرسول الكريم:{أم لهم شرك في السماوات ...}
أي: تدرج معهم واسألهم: هل لهم مشاركة وإسهام في خلق السماوات ؟
هل ساعدوا الله وأعانوه في خلق شيء من ذلك ؟والجواب معلوم ،ولكن القرآن يستمر في مناقشتهم وتحديهم بأن يثبتوا بأي حجة أو دليل ،يفيد أن هذه المعبودات قد خلقت أي شيء في الأرض أو السماء حتى تعبد .
{ائتوني بكتاب من قبل هذا ...}
أي: هل عندكم كتاب من الكتب المنزلة قبل القرآن ،كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وموسى ،تشهد بأن هذه المعبودات الزائفة قد خلقت شيئا ،أو جانبا من الأرض أو السماء ؟وإذا لم تكن عندكم وثيقة مكتوبة تثبت ذلك ،فهل عندكم بقية من علوم الأولين تنطق باستحقاق هذه المعبودات للعبادة ،أو أنهم خلقوا شيئا من الأرض ،أو اشتركوا في خلق السماوات ؟هل لديكم أي دليل نقلي أو عقلي يثبت لهذه الأصنام خلقا للأرض ،أو مشاركة في خلق السماء ؟
{إن كنتم صادقين} .
فقدموا ما يثبت صدقكم ،فإن الدعوى لا تصح ما لم يقم عليها برهان عقلي أو دليل نقلي ،وحيث إنه لا دليل لكم فقد ثبت بطلان كفركم ،وأقيمت الحجة عليكم .