المفردات:
لكلمات الله: المراد من كلمات الله ؛وعده للمؤمنين ،ووعيده للكافرين .
نبأ: النبأ ؛الخبر ذو الشأن العظيم .
التفسير:
34- ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأذوا حتى أتاهم نصرنا ...الآية .هذه الآية من جملة التسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببيان ما عاناه الرسل السابقون بالدعوة ،حتى جاءهم نصر الله .
أي فاقتد بالرسل الذين من قبلك ،ولا تحزن ،واصبر كما صبروا على ما كذبوا به وأوذوا ،حتى يأتيك نصرنا ،كما أتاهم ،وأنت منصور على المكذبين ،ظاهر عليهم ،وقد كان ذلك والحمد لله .
ولا مبدل لكلمات الله .أي لا مغير لكلمات الله وآياته التي وعد فيها عباده الصالحين بالنصر على أعدائه ،فسنة الله مستمرة وقوانينه باقية وأحكامه لا تنقض ،ووعده لا يتخلف .
بيد أن الله لا يعجل لعجلة العباد ويمهل ولا يهمل ومن قوانينه أن يبارك المجاهدين ،وأن ينصر المرسلين .
قال تعالى: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز .( المجادلة: 21 ) .
وقال سبحانه: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم المنصرون * وإن جندنا لهم الغالبون .( الصافات: 171: 173 ) .
وقال تعالى: إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .( غافر: 51 ) .
وبعض العلماء المحققين يرى أن المراد بكلمات الله شرائعه وصفاته وأحكامه وسننه في كونه ،ويدخل فيها دخولا أوليا ما وعد الله به أنبياءه وأولياءه من النصر والظفر ،وهذا الرأي أرجح من سابقه لأنه أعم وأشمل .
ولقد جاءك من نبإ المرسلين .أي ولقد قصصنا عليك من أخبار الرسل ما يثبت فؤادك ويطمئن نفسك ويبين كيفية إنجاء الله لهم ومن معهم من المؤمنين ،وكيف أهلك الله المكذبين .
قال تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك .( هود: 120 )