/م1
المفردات:
لم: لأي شيء تقولون: قد فعلنا كذا وكذا ،وأنتم لو تفعلوا ،والمراد بذلك: التأنيب والتوبيخ ،لمن صدر منهم الكذب .
التفسير:
2-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} .
يا أيها الذين صدقوا وآمنوا بالله ربا ،لم تقولون قولا ولا تلزمون أنفسكم بالوفاء بهذا القول ،وتخرجونه من حيز القول إلى حيز العمل ؟.
حيث قال بعضهم: لوددنا معرفة أحب الأعمال إلى الله حتى نفعلها ،فلما بيّن الله أن أحب الأعمال إليه هو الجهاد في سبيله ،كرهوا ذلك ،أو تخاذلوا في غزوة أحد ،والآية وسيلة ربانية للسمو ،والالتزام بتنفيذ الأقوال والأعمال .
وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا اؤتمن خان "ii .
وفي رواية:"وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر ".
وقد ذهب الجمهور إلى أن الآية زلت حين تمنوا فرض الجهاد عليهم ،فلما فُرض عليهم نكل عنه بعضهم ،كقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ( 77 ) أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ...}( النساء: 77-78 ) .
قال ابن كثير: وهذه الآية إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا ثم لا يفي به .