/م1
المفردات:
فمنكم كافر ومنكم مؤمن: قال الشوكاني: خلق الكافر وكفره فعل له وكسب ،وخلق المؤمن وإيمانه فعل له وكسب .والكافر يكفر ويختار الكفر ،والمؤمن يؤمن ويختار الإيمان ،والكل بإذن الله ،وما تشاءون إلا أن يشاء الله .
التفسير:
2-{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .
الله تعالى خالق كل شيء ،وقد خلق الإنسان في أحسن تقويم ،وسخّر له كل شيء في الكون ،وكرّم الله الإنسان فخلقه بيده ،ونفخ فيه من روحه ،وأسجد له الملائكة ،ومنحه العقل والإرادة والاختيار وجعل الإنسان مكونا من جسم وروح ،جامعا بين لقوى البدنية والقوى العلوية .
فمن الناس من اختار الكفر والضلال والإلحاد بكسبه وإرادته ،ومن الناس من اختار الإيمان والطاعة والهداية ،والسير على الصراط المستقيم ،فسار مع الفطرة الإلهية ،واتسق مع الكون ،لأن الكون كله خاضع لأمر الله ،مُسبح بحمده ،والإنسان مؤمن بالفطرة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة ،كما تولد البهيمة هل تحسون فيها من جدعاء ؟فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه "ix . ( رواه البخاري ) .
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} .
هو تعالى مطلع على أعمالكم ،وسيجازيكم عليها بالعدل ،ولا يظلم ربك أحدا} .( الكهف: 49 ) .
قال الطبري:
{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ...}
أي: منكم كافر بخلقه ،وأنه هو الذي خلقه ،ومنكم مصدّق به مؤمن أنه خالقه وبارئه .