المفردات:
سقط في أيديهم: ندموا ندما شديدا لأن النادم يعض يده ويسقط ذقنه فيها غمّا فتصير يده مسقوطا فيها .
التفسير:
{149 – ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} .
أي: ولما اشتد ندمهم ،وزادت على ما فرط منهم في جنب الله ،وعلموا أنهم قد ضلوا ضلالا مبينا بعبادة العجل ،وزجر هارون والرغبة في قتله ،عندئذ ندموا ورغبوا في التوبة ،والتضرع والابتهال إلى الله وقالوا: لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين .
وكان ذلك بعد رجوع موسى إليهم ،وبصرهم بما هم فيه من ضلال مبين ،بدليل أنه لما نصحهم هارون بترك عبادة العجل قالوا:
{لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} .
وقد جاءت هذه الآية – معترضة – قبل ختام القصة ؛لتكون بمثابة التوجيه إلى أهل مكة ،بأن بني إسرائيل ندموا على عبادة العجل ،فأولى بكم أن تندموا على عبادة الأصنام ،التي لا تسمع ولا ترشد إلى الهدى .
تعقيب
عبر سبحانه وتعالى عن شدة ندمهم بقوله تعالى:
{ولما سقط في أيديهم}: لأن من شأن من اشتد ندمه وحسرته ،أن يعض يده غمّا ،فتصير يده مسقوطا فيها ؛لأن فاه قد وقع فيها .
"وهذا تعبير لم يسمع به قبل القرآن ولا عرفته العرب ،وقد اتسع هذا التعبير فأصبح يطلق على كل فشل أو خيبة ،تقول: كلام ساقط و "سقط "لأنهم شبهوه بما لا يحتاج إليه .
وقد ذكر اليد ؛لأن الندم يحدث في القلب وأثره يظهر في اليد قال تعالى:{فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها} "29 .