/م13
المفردات:
ثياب سندس: ثياب من ديباج رقيق .
إستبرق: حرير غليظ .
التفسير:
3- عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلّوا وأساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا .
ما أجمل نعيم الجنة ،وما أكمل هذا النعيم ،إن الثمار تقترب منهم ،والظلال قريبة منهم ،ويطاف عليهم بأواني الفضة وأكواب من فضة في صفاء الزجاج ،ويسقون الخمر ممزوجة بالزنجبيل في هناء السلسبيل ،ويطوف عليهم الغلمان الحسان كأنهم اللؤلؤ المنثور ،وأمامهم النعيم الكبير ،وفوق كل ما سبق تعلوهم ثياب من أنواع الحرير الرقيق وهو السندس ،والغليظ وهو الإستبرق ،في ألوان خضراء متميزة تتناسق مع النعيم والتكريم ،ويلبسون أساور من فضة يتحلّون بها ،وقد سبق أنهم يتحلّون بأساور الذهب واللؤلؤ ،أي أنهم يلبسون أساور الفضة حينا ،والذهب حينا ،واللؤلؤ حينا ،على التعاقب ،وأحيانا يجمعون بينها في وقت واحد .
وفي سورة الكهف قال تعالى: يحلّون فيها من أساور من ذهب ...( الكهف: 31 ) .
وفي سورة فاطر قال تعالى: يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير .( فاطر: 33 ) .
والمقصود أن الله جمّلهم بأحسن الثياب ،وأنواع الحرير الرقيق والغليظ ،وجمّلهم بأساور متعددة من الفضة والذهب واللؤلؤ ،وهناك تكريم معنوي أسمى وأعلى ،إنه تكريم إلهي ،حيث تأتيهم الأكواب بدون واسطة .
وسقاهم ربهم شرابا طهورا .أي: طاهرا لم تدنّسه الأيدي ،وليس بنجس كخمر الدنيا .
قال الطبري:
سقى هؤلاء الأبرار شرابا طهورا ،ومن طهره أنه لا يصير نجسا ،بل رشحا من أبدانهم كرشح المسك ،روي أن الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا ،فإذا أكل سقى شرابا طهورا ،فيصير رشحا يخرج من جلده أطيب ريحا من المسك الأذخرv .
من تفسير ابن كثير
وسقاهم ربهم شرابا طهورا .
أي: طهّر بواطنهم من الحسد والحقد ،والغلّ والأذى ،وسائر الخلاق الرديئة .
روي عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه ،أنه قال: إذا انتهى أهل الجنة إلى باب الجنة وجدوا هنالك عينين ،فكأنما ألهموا ذلك ،فشربوا من إحداهما ،فأذهب الله ما في بطونهم من أذى ،ثم اغتسلوا من الأخرى ،فجرت عليهم نضرة النعيم ،فأخبر سبحانه وتعالى بحالهم الظاهر وجمالهم الباطنvi .