/م30
المفردات:
إن كان هذا هو الحق من عندك: إن كان هذا القرآن هو الحق الذي نزل به محمد من عندك .
فأمطر علينا حجارة من السماء: فعاقبنا على إنكاره بحجارة من سجيل تهلكنا كما أهلكت أصحاب الفيل .
أو ائتنا بعذاب أليم: أو عاقبنا بنوع آخر من العذاب ،يكون أشد قسوة من حجار السماء .
32 –{وإذ قالوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك ...} الآية .
وكان النضر بن الحارث مع أشد قريش معارضة للنبي صلى الله عليه وسلم ،وكان قد سافر إلى فارس والحيرة للتجارة ،ورجع منها بقصص سمعه من الرهبان كما رجع بنسخة من أخبار رستم وأسفنديار ،وكان يجمع الكفار من قريش حوله ،ويقرأ لهم منها ،ولما قال النضر حين سمع القرآن ؛إن هذا إلا أساطير الأولين ،قال له النبي:"ويلك ،إنه كلام الله "،فقال في استخفاف وإنكار: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ،فأمطر علينا حجارة من السماء ،أو ائتنا بعذاب أليمxxvi ،أي: إن كان هذا القرآن حقا ،فعاقبنا على إنكاره وتكذيبه ،بحجارة تنصب علينا كالمطر من السماء التي تهبط الوحي منها على محمد ،وينزل عليه القرآن من جهتها ،فتهلكنا كما أهلك السجيل أصحاب الفيل ،أو عاقبنا بعقاب آخر أشد ألما وأقسى عذابا ،هو قول يدل على غاية الجحود والإنكار ،وعلى أن الله تعالى قد حال بين الهداية وقلوب هؤلاء بحجب وأقفال منيعة ،كما يدل على سفه العقل وسقم التفكير ؛لأن المنطق كان يقضي عليهم أن يقولوا: اللهم ،إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه لكنه عمى العقل ،وجنون العناد .