المفردات:
وراء ظهره: بشماله من وراء ظهره ،وهو الكافر .
يدعو ثبورا: ينادي ويقول: يا ثبوراه ،والثبور: الهلاك .
يصلى سعيرا: يدخلها ويقاسي حرّها .
التفسير:
10 ،11 ،12- وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعوا ثبورا* ويصلى سعيرا .
أما الكافر المكذب وهو من أخذ كتابه بشماله من وراء ظهره ،حيث تغلّ يمينه إلى عنقه ،وهو موقف الهالكين .
فسوف يدعوا ثبورا .
والثبور: الهلاك ،فيقول: يا ثبوراه ،أي: يا هلاك أقبل ،ويا موت احضر ،لتنقذني مما أنا فيه ،لذلك قيل: أصعب من الموت تمنّي الموت .
فليسوا ميتين فيستريحوا *** وكلهم بحرّ النار صال
قال تعالى: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون .( الزخرف: 77 ) .
فهذا الشقي الذي أطاع هواه ،وآثر الشهوات ،وسار وراء الملذات ،ولم يستمع لداعي العقل ،ولم يقدم شيئا لآخرته ،حين يرى موقف الحساب والجزاء ،وأعماله القبيحة قد أحصيت ،يتمنى الموت والفرار من مواقف العذاب ،ولن يجاب إلى طلبه .
قال أبو الطيب المتنبي:
كفى بك داء أن ترى الموت شافياوحسب المنايا أن يكنّ أمانيا
وإنما هو الشقاء الذي ليس بعده شقاء ،والتعاسة التي ليست بعدها تعاسة .
ويصلى سعيرا .
ويدخل جهنم يصطلى بنارها ،ويقاسى حرّها وسعيرها ،ويتعذب بعذابها أبد الآبدين ،ودهر الداهرين ،وما كان أيسر عليه ألا يطيع هواه ،وأن يؤمن بالله ،ولا يشرك به أحدا .
وفي ذلك يقول الله تعالى: وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه* ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية* ما أغنى عنّي ماليه* هلك عني سلطانيه* خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه .( الحاقة: 25-31 ) .