/م1
المفردات:
وما تفرق: اختلفوا إلى طوائف في الدين .
ما جاءتهم البينة: يتحقق الموعود برسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
التفسير:
4- وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البيّنة .
كان اليهود والنصارى يقرأون في كتبهم أن نبيا أظلّ زمانه ،بشّرت بذلك التوراة والإنجيل ،كما قال تعالى: الذين يتّبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ...( الأعراف: 157 ) .
وكما قال تعالى: وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله مصدّقا لما بين يديّ من التوراة ومبشّرا يأتي من بعدي اسمه أحمد ...( الصف: 6 ) .
وفي الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو كان موسى بن عمران حيّا ما وسعه إلا اتّباعي )iii .
لقد كانوا قبل البعثة المحمدية متفقين على انتظار نبيّ آخر الزمان ،وأنه النبي الخاتم ،وكان اليهود يقولون لإخوانهم من العرب من الأوس والخزرج: لقد أظل زمان نبيّ نعرف صفاته ،فسنتبعه ونقتلكم به قتل عاد وإرم ،فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ...( البقرة: 89 ) .
لقد آمن بعض أهل الكتاب ودخلوا في الإسلام ،مثل عبد الله بن سلام من اليهود ،وكفر آخرون زاعمين أن محمدا ليس هو النبي الذي بشرت به التوراة والإنجيل ،وأن هذا النبي سيأتي فيما بعد ،لكن القرآن قد صدق في أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان ،رسول الله وخاتم النبيّين ...( الأحزاب: 40 ) .ولن يأتي رسول بعد محمد ،فإن من أسمائه العاقب ،أي الذي يأتي في آخر الزمان .
قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا العاقب فلا نبي بعدي ) . iv
والخلاصة: أن محمدا صلى الله عليه وسلم لما جاءهم بالرسالة الواضحة البيّنة ،والكتاب الواضح المبين ،اختلفوا: فمنهم من آمن به ،ومنهم من كفر ،مع وجود البينة أي الحجة الواضحة أمامه ،وهي محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه المبين .