المفردات:
جنات عدن: بساتين خلد ومقام أبدي .
الأنهار: أي الأنهار الموعود بها من لبن وعسل وخمر .
خشي ربه: خافه في الدنيا فأطاعه ،ونجا في الآخرة من عذابه .
التفسير:
8- جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه .
هذا هو الوسام الأخير على صدر المؤمنين ،إن الجزاء عند الله الغني القوي الكريم ،هذا الجزء في الدار الآخرة هو جنات إقامة دائمة في بساتين نضرة ،تجري من تحتها الأنهار ،لسعادتهم وأنسهم مع الخلود الأبديّ السرمدي مع رضوان الله عنهم ،ورضاهم عن ربهم ،ويا له من ثواب عظيم .
إن الله العي الكبير يتفضل بالرضا عن الإنسان ،ثم يسمح لهذا الإنسان بالرضا عنه ربه سبحانه وتعالى ،هذا الفضل لمن خشي ربه ،وخاف مقامه ،وعلم ما يجب لله من كمالات .
قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء ...( فاطر: 28 ) .
اللهم اجعلنا مع المؤمنين الصادقين ،اللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ورضوا عنه ،اللهم ارزقنا خشيتك وحبك والصدق في الإيمان بك ،اللهم ارزقنا الإخلاص والقبول ،اللهم آمين .
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ،وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
***
تم بفضل الله تعالى ومعونته وتوفيقه تفسير سورة ( البيّنة ) عصر يوم الأربعاء 14 من ربيع الأول 1422 ه ،الموافق 6/6/2001 ،والحمد لله رب العالمين .
i تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي 30/215 مطبعة مصطفى البابي الحلبي ،الطبعة الثالثة .
ii إن الله أمرني أن أقرأ عليك:
رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4959 ) ومسلم في صلاة المسافرين ( 799 ) من حديث أنس بن مالك بلفظ: ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا ...) الحديث .
iii لو كان موسى حيا:
أخرجه على القارئ في الأسرار المرفوعة ( 83 ،292 ) .
iv وأنا العاقب:
روى البخاري في تفسير القرآن ( 4896 ) ومسلم في الفضائل ( 2354 ) والترمذي في الأدب ( 2840 ) وأحمد في: مسنده ( 16292 ) من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن لي أسماء: أنا محمد ،وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ،وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ،وأنا العاقب ) .
v ليس الإيمان بالتمني:
ذكره السيوطي في الجامع الصغير ( 7570 ) وعزاه لابن النجار والديلمي في مسند الفردوس عن أنس .وقال السيوطي في ( الدر المنثور ): وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ،إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل .فذكره هكذا موقوفا .