وهذا ضربٌ آخر من الحُجّة أقامه الله تعالى دليلاً على توحيده وبطلان الإشراك به ،وقد جاء بطريق السؤال للتوبيخ وإلزام الخصم بالحجة .
أيها الرسول ،قل لهؤلاء المشركين: هل من هؤلاء الذين عبدتموهم من يستطيع التمييز بين الهدى والضلال ،فيرشد سواه إلى السبيل الحق ؟
إن الله وحده يفعل ذلك .
هل القادرُ على الهداية إلى الحق أَولى بالاتباع والعبادة أم الذي لا يستطيع أن يهتدي في نفسه ،ولا يهدي غيره إلا إذا هداه الله !!
ما الذي جعلكم تنحرفون حتى أشركتم هذه الأصنامَ وغيرها في العبادة مع الله !كيف تحكمون بجواز عبادتهم وشفاعتهم عنده وتؤمنون بالخرافات ،رغم الأدلة الواضحة على فسادها !
قراءات:
كلمة يهدي: جاءت ثلاثة مرات «يَهدي » بفتح الياء وسكون الهاء وكسر الدال ،والرابعة: «أمّن لا يهدِّي » بفتح الياء وكسر الهاء والدال المشددة .وهذه قراءة حفص ويعقوب كما هي بالمصحف ومعناها يهتدي .
وقرأ ابن كثير وورش عن نافع وابن عامر: «يهدي » بفتح الياء والهاء وتشديد الدال .وقرأ أبو بكر: «يهدي » بكسر الياء والهاء وتشديد الدال .