ثمّ تأمر الآية الأُخرى النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرّة أُخرى: ( قل هل من شركائكم من يهدي إِلى الحق ) لأنّ المعبود يجب أن يكون هادياً ومرشداً لعبادة ،خاصّة وأنّها هداية نحو الحق ،في حين أنّ آلهة المشركين ،أعمّ من الجمادات أو الأحياء ،غير قادرة أن تهدي أحداً إِلى الحق بدون الهداية الإِلهية ،لأنّ الهداية إِلى الحق تحتاج إِلى منزلة العصمة والصيانة من الخطأ والاشتباه ،وهذا لا يمكن من دون هداية الله سبحانه وتسديده ،ولذلك فإِنّها تضيف مباشرة: ( قل الله يهدي للحق ) وإِذا كان الحال كذلك ( أفمن يهدي إِلى الحق أحق أن يتبع أم لا يهدّي إلاّ أن يهدى ){[1724]} .
وتقول الآية في النهاية بلهجة التوبيخ والتقريع والملامة: ( فما لكم كيف تحكمون ) .
/خ36