فلولا: فهلا .
القرون: جمع قرن ،الجيل من الناس وشاع تقديره بمائة سنة .
أولوا بقية: ما يبقى من أهل الصلاح والعقل .
ما أترفوا فيه: ما تنعموا فيه من ملذات الدنيا فأفسدتهم وأبطرتهم .
فهلاَّ وجد هناك من أهل القرون التي كانت قبلكم جماعةٌ أصحابُ شيء من العقل أو الرأي والصلاح ينهون قومهم عن الفساد في الأرض .
ولكن كان هناك نفَر قليل من المؤمنين لم يُسمع لهم رأي ولا توجيه فأنجاهم الله مع رسلهم .أما الظالمون المعانِدون فقد تمسّكوا بما رزقناهم من أسباب الترف والنعيم فبطِروا واستكبروا وصدّوا عن سبيل الله ،وكانوا بذلك مجرمين .
ثم بين الله تعالى ما يحول بين الأمم وإهلاكها فقال:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} .
ما كان من سنة الله ،ولا من عدله في خَلقه ،أن يظلم أمةً من الأمم فيهلكها وهي متمسكة بالحق ،ملتزمة الفضائل .وهذا هو العدل من أحكم الحاكمين .