القسط: الاعتدال في جميع الأمور .
إقامة الشيء: إعطاؤه حقه وتوفيته شروطه ،أقيموا وجوهكم: أعطوا توجهكم إلى الله حقه .
وبعد أن أنكر عليهم أن يكونوا على علم بأمر الله فيما فعلوا ،بيّن ما يأمر به الله من محاسن الأعمال ومكارم الأخلاق بقوله لرسوله:
{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقسط ...} أي: بالعدل ،وما لا فُحش فيه .وأمركم أن تخصّوه بالعبادة في كل زمانٍ ومكان ،وأن تكونوا مخلِصين له الدينَ ،ولا تتوجهوا إلى غيره .
وبعد أن بيّن أصلَ الدين ،وأمَرَنا بالتوجّه إليه وحدَه ،ذكّرنا بالبعث والجزاء على الأعمال فقال:
{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} أي: إنكم أيها البشَر كما بدأ الله خلقَكم وتكوينَكم ستعودون إليه يوم القيامة ،تاركين ما حولكم من النِّعم وراء ظهوركم .